هل تغيَّر سلوكُ إيران لتتلمّسَ دول الخليج معاذيرَ لتسوية الخلافات معها؟ إنها تمارس الخداع على الدول الكبرى في شأن برنامجها النووي، وتسوّف في مفاوضات فيينا، لشراء مزيد من الوقت لتصبح «قوة نووية». وهي تتحدث برفق ولين عن ضرورة استعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع السعودية. وفي الوقت نفسه تزيد مساعداتها العسكرية لمليشيا الحوثي لاستهداف أمن السعودية. وفي لبنان لا تزال حياة الشعب اللبناني متوقفة تماماً بسبب سياسة «القبضايا» التي يمارسها ذيل إيران هناك، وهو حزب الله الإرهابي. ولذلك كله فإن ما تردد عن أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن قررت عقد اجتماعات حاسمة مطلع فبراير القادم لاتخاذ موقف نهائي من المفاوضات النووية مع إيران سيكون خطوة حاسمة، لوضع حد للابتزاز الإيراني. ويتردد أيضاً أن محادثات فيينا تطرقت بقوة لمسألتي النفوذ الإيراني في المنطقة، وبرنامج الصواريخ البالستية، الذي ترى أوروبا أنه يمثل تهديداً مباشراً لها. ولا شك في أن إحراز أي تقدم في هذه القضايا الثلاث سيجنّب العالم أزمات هو في غنى عنها. وإذا لم يتيسر ذلك التقدم، فإن على ملالي إيران تحمّل مسؤولية ما سيحيق ببلادهم. وهو أمر مفتوح على الاحتمالات كافة، خصوصاً تعرض إيران لضربات، ولمزيد من العقوبات، ومزيد من العزلة أيضاً.